مقدمه
مقدمة:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإلحاد وامتداداته، ومع قطع النظر عن كونه أصبح ظاهرة أم لا، فإنّ له وجوداً بارزاً بيننا سيما بعد الثورة المعلوماتية الهائلة التي نشهدها اليوم وعولمة الشبهات والأزمات الفكرية، وقد يختلط أيضاً مع حالة العزوف عن الدين عند طبقة الشباب بحسب اقتضاء العمر وفترة المراهقة.
والمجتمع الإنساني لم يكن بمعزل عن الالحاد يوماً مّا، بل ربما يكون من اقتضاءات هذه الدنيا الهابطة المبنيّة على ثنائية الهداية/الضلال، نعم كانت هذه الحالة بين الجزر والمد تختلف باختلاف الزمان والمكان والأسس التي تعتمد عليها، ففي كل فترة كان يجد الإلحاد مناخاً وملاذاً يلوذ به وعماداً يتكئ عليه، إلى أن تخيّل وجود منفسح رحب له في الآونة الأخيرة جراء تطور العلوم الطبيعية ومحاولة تفسير الكون بمعزل عن الغيب، فباض وفرخ وبذر بذوره بأمل أن يحصد جناه لاحقاً بدءاً من عصر التنوير ووصولاً إلى إعلان موت الإله وانتهاءاً إلى مقولة وهم الإله.
هذا.. وقد تصدى المركز الإسلامي للدارسات الاستراتيجية – تلبيةً لمهامّه في رسم خطط وبرامج وحلول ومعالجات في مجالي الدين والمعرفة – لإصدار سلسلة جديدة تحت عنوان (نقد الإلحاد) بأقلام دعاة الدين لمعالجة هذه الحالة المتفشية في أوساطنا نوعاً ما.
ليستر ادغار ماكغراث العالم الفيزيائي الايرلندي الملحد أولاً، والعالم اللاهوتي المؤمن ثانياً، أستاذ اللاهوت في جامعة اكسفورد و كامبريدج وكلية ريجنت، له ثلاث شهادات دكتوراه: في الفيزياء الحيوية الجزيئية، في علم اللاهوت وفي الآداب / التاريخ الفكري. وله مؤلفات عدّة في الدفاع عن الدين والرد على الملحدين منها: شفق الالحاد، اله دوكينز والجينات، وهم دوكينز، اللاهوت العلمي وغيرها.
جوانا كوليكات ماكغراث، درست علم النفس التجريبي في جامعة اكسفورد، وتخصّصت في علم النفس العصبي السريري، ثم درست لاحقاً اللاهوت المسيحي وأصبحت استاذة في علم النفس الديني في كلية هايثروب في جامعة لندن.
تصّدى مؤلفا هذا الكتيب لدحض مزاعم دوكينز في كتابه (وهم الاله)، وقد كان انطباعهما العام عن هذا الكتاب في نظرةٍ تقييميةٍ محايدةٍ أنّه يستند إلى تحليل علمي بسيط، وفيه تكهنات زائفة أغلبها مستعار من كتابات ملاحدة أقدم، وفي كلمة أخيرة: (إنّه في أغلبه ليس سوى مجموعة من الأخبار الموجزة الملائمة والمبالغ فيها بغية تحقيق أقصى الأثر، وهو مرتب بصورة فضفاضة من أجل الإيحاء بأنّه يملك حجة).
لذا يغوصان معه في نقد الأسس والبنى التي اعتمدها في كتابه (وهم الاله) ليثبتا أنّ الدين ليس خرافة والإله ليس وهماً.
ونحن إذ نقدّم هذا الكتاب ضمن (سلسلة نقد الإلحاد) إلى القراء الكرام نتمنى إلحاقه بدراسات أخرى بأقلام دعاة الإيمان والدين تأليفاً وترجمةً، كما نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن المؤلفيّن ينطلقان من منطلق مسيحي في نقد دوكينز.
توضیحات بیشتر درباره کتاب