مقىمه
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
(الذكر المحفوظ)؛ کان عنواناً سابقاً لهذه البحوث، نشرناها في مجلّة (تراثنا) الصّادرة عن مؤسّسة آل البيت (ع) لإحياء التّراث، وهو عنوانٌ منتزَعٌ من قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ( )، لسلسلة مقالاتٍ بين الأعوام (١٤٣٣ ـ ١٤٣6 هـ) في الأعداد (١٠٩ ـ ١20)، للدلالة على صَون الكتاب العزيز من التّحريف والتّزوير رَغْمَ كلّ المحاولات الفاشلة.
وقد جاءت فكرة كتابتها بياناً للآثار السلبية التي رافقت الروايات الموجودة في كتب الجمهور عن جمع القرآن والتي استُغِلَّت من قبل بعض المستشرقين، فهي قراءة نقديّة تحليليّة جديدة للمشهور المتناقَل على الألسن في موضوعَين مهمَّين:
أحدهما: موضوع تاريخ جمع القرآن.
والآخر: روايات التّحريف الموجودة في كتب الفريقين.
ولمّا انتهينا من دراسة الجانب الأوّل منه، آلينا على أنفسنا طبعه على انفصال، بعد إجراء بعض التّعديلات المهمّة عليه ( )، تعميماً للنّفع والفائدة، تاركين الكتابة في الجانب الآخر منه إلى حينه.
فموضوع (تاريخ جمع القرآن) موضوع حساس وشائك، وقد بُحِث من قبل المسلمين والمستشرقين قديماً وحديثاً، وقد بحثه المستشرق كوستاو ويل (Gustav weil) (1808 ـ 1889 م) في كتابه (Histoisch-Kritisch Einheitung) المطبوع في سنة 1844 م.
وكذا المستشرق تيودور نولدكه (Theodor Noldeke) في كتابه تاريخ القرآن (Geschichte des Qorans) ( ) والذي اتّمه تلميذه فردريش شوالي (Friedrich schwally) (1863 ـ 1919 م).
ثم أعقبهم المستشرق اجتنس جولدتسهر (Goldziher) (1850 ـ 1921 م) في دراساته المتعددة منها (مذاهب التفسير الإسلامي).
كما كتب حول هذا الأمر بلاشير (Reges Blacher) كتابه (Introduction au Coran) وغيره.
إذاً علينا التوجه إلى إشكالاتهم وتساؤلاتهم وعدم تركها من دون جواب، ثم السعي بعد ذلك إلى تنقية تراثنا منها، لأن من واجبنا الشرعي والأخلاقي عدم ترك النصوص عرضة لدعوى التضارب والتناقض.
نعم، إن علماء المسلمين وباحثيهم سنة وشيعة كتبوا في نقد شبهات المستشرقين، كما كانت لهم كتابات مستقلة في تاريخ القرآن.
توضيحات بيشتر راجع به كتاب